اختفاء الأمير يثير التساؤلات وسـط أنباء عن خلافات مع والده
غموض بشأن مصير تميم وأنباء عن استعداد حمد للهرب
تصاعدت حدة الغموض في قطر بعد أن بثت العائلة الحاكمة أمس صورة قديمة تعود إلى عام 2016 يظهر فيها تميم بن حمد وهو يزور والده في المستشفى، على أنها صورة حديثة التقطت للأمير أمس خلال زيارة والده الذي تردد أنه دخل المستشفى بحجة إصابة في القدم.
وأثار استخدام هذه الصورة القديمة مع استمرار غياب تميم بن حمد، بالتزامن مع بلوغ الانشقاق داخل العائلة الحاكمة ذروة غير مسبوقة، بسبب التداعيات الكارثية التي تسببت بها سياسات «تنظيم الحمدين»، تساؤلات عما إذا كان ذلك مؤشراً لاعتزام الأمير الأب حمد بن خليفة لمغادرة قطر.
وكان شقيق الأمير جوعان بن حمد قد نشر صوراً على حسابه في تويتر فجر الجمعة يظهر فيها مع شقيق آخر له وهما يعودان والدهما في المستشفى مدعياً بأن والده (حمد بن خليفة) دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية إثر تعرضه لشرخ في الساق.
وبعد ذلك بعدة ساعات تم نشر صورة أخرى زعم أنها تصور تميم لدى زيارة والده في المستشفى أمس، غير أن الصورة المستخدمة قديمة وتعود إلى تاريخ 14 سبتمبر 2016.
وكان غياب تميم عن الساحة وعدم خروجه بأي تصريحات أو بيانات منذ بدء الأزمة قد عزز مصداقية الأنباء التي أشارت إلى أن والده حمد بن خليفة مازال ممسكاً بزمام الأمور ويدير شؤون البلاد من وراء ستار، غير أن نتائج نهج التعنت الذي اعتمده النظام القطري أثمر عن نتائج كارثية مرشحة للتصاعد بشكل خطير، الأمر الذي رجح الأنباء التي أشارت إلى أن حمد بن خليفة يتهيأ لمغادرة قطر نهائياً مع أكبر ثروة يمكنه الحصول عليها.
وتعيد الصورة القديمة لتميم التي استخدمها تنظيم الحمدين أمس، إلى الأذهان عدة صور قديمة أخرى تم استخدامها خلال الأسابيع الماضية كلما تصاعدت حدة الشائعات والأنباء بشأن العلاقة المتوترة بين تميم ووالده، حيث السلطات في قطر إلى ترتيب صورة تجمع بينهما للإشارة إلى عدم وجود خلافات، وهو ما تكرر عدة مرات.
شرخ في القدم أم إطلاق نار؟
وقد تزامن نشر صور حمد بن خليفة في المستشفى، بحجة إجرائه عملية جراحية إثر تعرضه لشرخ في الساق، حسبما قال ابنه جوعان بن حمد مع أنباء تداولها مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي عن إطلاق نار على قدمه إثر نقاشات حادة في القصر.
وفي حين لم يقدم جوعان بن حمد الذي نشر صور والده تفاصيل عن العملية، أكدت مصادر مطلعة في الدوحة أن الخلافات داخل العائلة المالكة في قطر اتسعت بشكل كبير، وأن هناك استياءً واسعاً داخل العائلة من النتائج التي تسببت بها سياسة تنظيم الحمدين. كما ترددت أنباء عن أن الشقاق والخلافات دبت في رأس هرم السلطة في قطر، وسط تساؤلات عمن يدير دفة الحكم في البلاد.
ويعيش القطريون حالة من الترقب والقلق بسبب السياسات الطائشة لتنظيم الحمدين، حيث أشار شهود إلى استهجان الشارع القطري للتصرفات غير المسؤولة التي تقوم بها القيادة القطرية ضد جيرانها، وأن الشارع القطري يعيش حالة من الغليان الشعبي ضد تجاوزات تميم وأعوانه داخل قطر وخارجها.
تهيئة بديل لتميم
ذكر تقرير لمعهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، أن الأمير تميم بن حمد البالغ من العمر 37 عاماً، أصبح في وضع غير آمن لحكم قطر، عقب ارتفاع الأصوات المعارضة داخل عائلة «آل ثاني» الحاكمة ضد سياسات تميم، لا سيما أنه لا يحظى بالاحترام الكامل داخل العائلة، نظراً لانحداره من أصول مختلفة من جهة والدته موزة.
وأوضح التقرير، أن الأصول وحسابات شجرة النسب تعتبر أساس تولي القيادة في قطر، ما يجعل من وضع تميم أكثر تأزماً، فبعض الحقائق ليست في صالح حُكمه، وهي الأمور التي تجملها الدراسة المنشورة بعنوان «مؤامرة القصر الملكي في صلب الأزمة القطرية»، أن أصول والدة الأمير حمد بن خليفة، تعود لعائلة العطية وهي عائلة مختلفة من خارج شجرة نسب «آل ثاني»، ما يشكل نقطة سلبية في انتماء «تميم» للأسرة الحاكمة.
ولذلك يُنظَر إلى والده «حمد» على أن انتماءه لعائلة آل ثاني غير مكتمل للعائلة الحاكمة، لكن اثنتين من زوجاته الثلاث ينتمين للعائلة، ما يدعم موقفه داخلها بشكل نسبي، بيد أن زوجته المفضلة - ووالدة تميم - هي موزة المنحدرة من عائلة المسند، لذلك فإن وضع تميم داخل عائلة آل ثاني حرج جداً، بل ويمكن القول إنه أقل أماناً من وضع والده في حُكم قطر.
وأضاف التقرير أن كل المؤشرات أظهرت أن المجتمع القطري يرفض السياسات العدائية لتميم ضد المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها القطريون الجارة الأهم، فيما يرفضون بذات الدرجة التقارب مع إيران التي تشكل الآن طريقاً لوصول الإمدادات الغذائية منذ بدء تنفيذ قرار المقاطعة، وتنوّه الدراسة إلى أن عائلة «آل ثاني» تحاول تهيئة شخص بديل منها، يكون على علاقة جيدة بدول الخليج، ليتولى دور القيادة بعد أن ضاقت ذرعاً بتخبط «تميم» الذي أدى لعزل الدوحة عن محيطها.
ونبه التقرير إلى أن رفض قطر لمطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ستعمق من عزلة الإمارة الصغيرة، مشيرة إلى أن استجابة النظام القطري للمطالب يتوقف على مقدار الضغط الذي يتنامى داخل أسرة «آل ثاني» الحاكمة.