قضايا
بن بريك يكتب وصيته: تهديدات من خلف الستار؟
============
بعد تلويحه بتقديم استقالته من منصبه كمحافظ لحضرموت على خلفية خلافات حادة مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، يعود اللواء أحمد سعيد بن بريك إلى مخاطبة الحكومة بلهجة حادة، بكشفه عن كتابته لوصيته التي من شأنها إماطة اللثام عن كثير من الحقائق الجارية في المحافظة، علاوة على آليات تعامل الحكومة مع السلطة المحلية فيها.
حديث بن بريك عن وصيته، الذي جاء على هامش فعالية مجتمعية في المكلا مؤخراً، تضمن رسائل قوية لحكومة هادي التي اتهمها بن بريك بـ"تكريس المركزية في المحافظات المحررة عامة، وحضرموت خاصة، من خلال احتكارها لسلطة القرار تجاه ما يتعلق بالثروة النفطية والموارد المحلية، من أجل استمرار نهب ثروات حضرموت"، على حد قول المحافظ الذي خاطب الحاضرين بالقول: "(أنا) أحمد بن بريك قد كتبت وصيتي، كشفت فيها عن الكثير من الخفايا حول من يحارب حضرموت ويسعى لعرقلة مسيرتها وحددت فيها من هم أعداء حضرموت من الخارج والداخل".
وطالب محافظ حضرموت الحكومة بالتوقف عن "معاداة أهل حضرموت" وفق تعبيره، وأن تترك المحافظة "وشأنها لتمضي في طريق التنمية، كونها الرئة التي تتنفس منها البلاد حالياً"، مضيفاً أن "بعض السياسيين في الدولة يعتقدون أننا سنسمح باستمرار نهب ثروات حضرموت التي عانت وتعاني من كثير من المشكلات والصعوبات في إنجاز الكثير من المشاريع الخدماتية المهمة، وفي مقدمتها مشروع تأمين كهرباء مستقرة وتخفيف معاناة أبناء حضرموت الذين اكتووا بنيران الإنقطاعات المتكررة كل صيف، وغيرها من مشاريع التنمية التي كان يجب أن تكون قائمة نظير ما قدمته حضرموت من ثروة للوطن على مدى عقود، لكنها مع الأسف لم تجاز إلا بالحرمان والنهب والجشع والتهميش والاقصاء".
وأكد بن بريك أن سلطته "ستمضي في مشاريع التنمية بحضرموت رغم العراقيل التي تعترض طريقها"، واستطرد قائلاً: "نحن سنبني وسنطور وسنحقق لأبناء حضرموت وضعاً أفضل واستقراراً في الخدمات في المرحلة القادمة، رغم كل المشاكل والصعوبات والمضايقات التي نعانيها في السلطة المحلية، والتي لا يعلم بها الكثير من الناس المنتقدين، ولا يقدرون الجهود التي نبذلها في الجوانب الأمنية والخدماتية التي لا تجدها الكثير من المحافظات المجاورة التي تعاني وتتوجع من صعوبات متعددة".
وفي سياق حديثه، نفى المحافظ الإشاعات التي تروّج لها أطراف في الحكومة حول مساعي السلطة المحلية في حضرموت لـ"الاستقلال" بالمحافظة، متابعاً أن "لا صحة لمن يروج في الحكومة أن حضرموت تبحث عن استقلال، فهذا محض افتراء، فحضرموت ترحب وعلى استعداد للانخراط في دولة اتحادية مدنية أقرها مؤتمر الحوار".
وكشفت مصادر مطلعة، لـ"العربي"، أن تصريحات محافظ حضرموت التي جاءت على نحو شديد اللهجة تجاه الحكومة، تأتي على خلفية تجدد الخلافات مع رئيس الوزراء في حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، حول إدارة الملف النفطي والعائدات المالية لتصدير النفط الخام وحصة حضرموت منه. وأشارت المصادر إلى أنه بالقدر الذي كانت فيه تلك التصريحات توجه رسائل مباشرة لبن دغر، فإنها لم تخلُ أيضاً من توجيه رسائل أخرى لمسؤولين كبار في الدولة، وفي مقدمتهم نائب الرئيس اليمني، الجنرال علي محسن الأحمر، الذي ينازع السلطات في حضرموت صلاحياتها عبر نفوذه الواسع وسيطرته على موارد منفذ الوديعة، علاوة على احتكاره لسلطة القرار الإداري في مديريات وادي حضرموت، وإدارة الملف الأمني والعسكري في تلك المديريات بواسطة مسؤولين مدنيين وعسكريين محسوبين على تيار حزب "الإصلاح" اليمني، ويدينون بالولاء للأحمر.
واعتبر مراقبون حديث المحافظ مؤشراً إلى مدى التوتر والتنافر السياسي بين قيادة محافظة حضرموت والحكومة "الشرعية"، ودليلاً دامغاً على احتمالية تطور حالة "المد والجزر" التي سادت علاقة الطرفين خلال الفترة الماضية، بوصفها صورة من صور استمرار الصراع الداخلي على الحكم بين الأطراف المختلفة في المحافظات "المحررة"، إلى "طريق مسدود"، لاسيما مع تعنت رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، تجاه منح السلطات المحلية صلاحيات أوسع في إدارة شؤون المحافظات وفق مخرجات الحوار اليمني التي تدعم مبدأ الحد من المركزية الشديدة في أنحاء البلاد، في إطار تطبيق مشروع الأقاليم شبه المستقلة.
بن بريك يكتب وصيته: تهديدات من خلف الستار؟
============
بعد تلويحه بتقديم استقالته من منصبه كمحافظ لحضرموت على خلفية خلافات حادة مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، يعود اللواء أحمد سعيد بن بريك إلى مخاطبة الحكومة بلهجة حادة، بكشفه عن كتابته لوصيته التي من شأنها إماطة اللثام عن كثير من الحقائق الجارية في المحافظة، علاوة على آليات تعامل الحكومة مع السلطة المحلية فيها.
حديث بن بريك عن وصيته، الذي جاء على هامش فعالية مجتمعية في المكلا مؤخراً، تضمن رسائل قوية لحكومة هادي التي اتهمها بن بريك بـ"تكريس المركزية في المحافظات المحررة عامة، وحضرموت خاصة، من خلال احتكارها لسلطة القرار تجاه ما يتعلق بالثروة النفطية والموارد المحلية، من أجل استمرار نهب ثروات حضرموت"، على حد قول المحافظ الذي خاطب الحاضرين بالقول: "(أنا) أحمد بن بريك قد كتبت وصيتي، كشفت فيها عن الكثير من الخفايا حول من يحارب حضرموت ويسعى لعرقلة مسيرتها وحددت فيها من هم أعداء حضرموت من الخارج والداخل".
وطالب محافظ حضرموت الحكومة بالتوقف عن "معاداة أهل حضرموت" وفق تعبيره، وأن تترك المحافظة "وشأنها لتمضي في طريق التنمية، كونها الرئة التي تتنفس منها البلاد حالياً"، مضيفاً أن "بعض السياسيين في الدولة يعتقدون أننا سنسمح باستمرار نهب ثروات حضرموت التي عانت وتعاني من كثير من المشكلات والصعوبات في إنجاز الكثير من المشاريع الخدماتية المهمة، وفي مقدمتها مشروع تأمين كهرباء مستقرة وتخفيف معاناة أبناء حضرموت الذين اكتووا بنيران الإنقطاعات المتكررة كل صيف، وغيرها من مشاريع التنمية التي كان يجب أن تكون قائمة نظير ما قدمته حضرموت من ثروة للوطن على مدى عقود، لكنها مع الأسف لم تجاز إلا بالحرمان والنهب والجشع والتهميش والاقصاء".
وأكد بن بريك أن سلطته "ستمضي في مشاريع التنمية بحضرموت رغم العراقيل التي تعترض طريقها"، واستطرد قائلاً: "نحن سنبني وسنطور وسنحقق لأبناء حضرموت وضعاً أفضل واستقراراً في الخدمات في المرحلة القادمة، رغم كل المشاكل والصعوبات والمضايقات التي نعانيها في السلطة المحلية، والتي لا يعلم بها الكثير من الناس المنتقدين، ولا يقدرون الجهود التي نبذلها في الجوانب الأمنية والخدماتية التي لا تجدها الكثير من المحافظات المجاورة التي تعاني وتتوجع من صعوبات متعددة".
وفي سياق حديثه، نفى المحافظ الإشاعات التي تروّج لها أطراف في الحكومة حول مساعي السلطة المحلية في حضرموت لـ"الاستقلال" بالمحافظة، متابعاً أن "لا صحة لمن يروج في الحكومة أن حضرموت تبحث عن استقلال، فهذا محض افتراء، فحضرموت ترحب وعلى استعداد للانخراط في دولة اتحادية مدنية أقرها مؤتمر الحوار".
وكشفت مصادر مطلعة، لـ"العربي"، أن تصريحات محافظ حضرموت التي جاءت على نحو شديد اللهجة تجاه الحكومة، تأتي على خلفية تجدد الخلافات مع رئيس الوزراء في حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، حول إدارة الملف النفطي والعائدات المالية لتصدير النفط الخام وحصة حضرموت منه. وأشارت المصادر إلى أنه بالقدر الذي كانت فيه تلك التصريحات توجه رسائل مباشرة لبن دغر، فإنها لم تخلُ أيضاً من توجيه رسائل أخرى لمسؤولين كبار في الدولة، وفي مقدمتهم نائب الرئيس اليمني، الجنرال علي محسن الأحمر، الذي ينازع السلطات في حضرموت صلاحياتها عبر نفوذه الواسع وسيطرته على موارد منفذ الوديعة، علاوة على احتكاره لسلطة القرار الإداري في مديريات وادي حضرموت، وإدارة الملف الأمني والعسكري في تلك المديريات بواسطة مسؤولين مدنيين وعسكريين محسوبين على تيار حزب "الإصلاح" اليمني، ويدينون بالولاء للأحمر.
واعتبر مراقبون حديث المحافظ مؤشراً إلى مدى التوتر والتنافر السياسي بين قيادة محافظة حضرموت والحكومة "الشرعية"، ودليلاً دامغاً على احتمالية تطور حالة "المد والجزر" التي سادت علاقة الطرفين خلال الفترة الماضية، بوصفها صورة من صور استمرار الصراع الداخلي على الحكم بين الأطراف المختلفة في المحافظات "المحررة"، إلى "طريق مسدود"، لاسيما مع تعنت رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، تجاه منح السلطات المحلية صلاحيات أوسع في إدارة شؤون المحافظات وفق مخرجات الحوار اليمني التي تدعم مبدأ الحد من المركزية الشديدة في أنحاء البلاد، في إطار تطبيق مشروع الأقاليم شبه المستقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق